تكتب كاثرين هيرست عن العثرة الجديدة التي واجهها الناشط البريطاني-المصري علاء عبد الفتاح بعد خروجه من السجن، إذ فوجئ بإيقافه عند مقر التحقق من جوازات السفر في مطار القاهرة بينما كان يستعد للصعود إلى الطائرة المتجهة إلى لندن لحضور حفل جوائز "ماجنيتسكي" لحقوق الإنسان.

 

تشير منصة ميدل إيست آي إلى أن الواقعة جاءت بعد أسابيع فقط على العفو الرئاسي عن عبد الفتاح في 22 سبتمبر، الذي أتاح له مغادرة سجن وادي النطرون عقب نحو عشر سنوات قضاها خلف القضبان، ما أثار صدمة واسعة داخل الأوساط الحقوقية والسياسية في بريطانيا ومصر.

 

عفو سياسي لم يفتح الطريق

 

يستعيد النص المسار الطويل لعبد الفتاح، أحد أبرز وجوه ثورة يناير 2011، والذي واجه السجن المتكرر منذ استيلاء عبد الفتاح السيسي على الحكم بعد انقلاب 2013. رغم حصوله على العفو الأخير، اصطدم الرجل بواقع جديد: العفو لا يعني دائمًا حرية الحركة.

 

رافقته شقيقته سناء سيف إلى المطار استعدادًا للسفر، لكنها كشفت في كلمتها خلال حفل الجوائز في لندن أن السلطات أوقفت سفره من دون توضيح الأسباب. كان من المفترض أن يحضر إلى جانبها حفل تكريمهما، حيث مُنحا جائزة "الشجاعة تحت النار" تكريمًا لنضالهما الطويل ضد القمع وإصرارهما على الدفاع عن المعتقلين السياسيين.

 

عائلة تتحرك بين الفرح والخيبة

 

يستعرض المقال اللحظات المختلطة التي مرت بها الأسرة منذ الإفراج عن علاء. احتضنته والدته ليلى سويف وشقيقته سناء فور خروجه من السجن، في مشهد أثار مشاعر كثيرة لدى داعميه حول العالم. ورغم الفرحة، ظل السؤال معلّقًا حول مستقبل حريته وسفره ولمّ شمله بابنه.

 

أهدت سناء الجائزة في الحفل إلى أخيها وابنه خالد، الذي يعيش في برايتون مع والدته ويدرس في مدرسة لاحتياجات تعليمية خاصة. زار خالد والده سريعًا في القاهرة بعد الإفراج عنه، ثم عاد إلى بريطانيا، وما زالت العائلة تنتظر اللحظة التي يجتمع فيها الثلاثة في مكان واحد بلا قيود.

 

ينقل النص عن سناء قولها: تمنّيت لو كان علاء هنا ليتسلّم الجائزة بنفسه، تمنّيت أن يجلس بجانبي، وأن يعود إلى ابنه أخيرًا.

 

وعود سياسية ما زالت معلّقة

 

يلفت المقال إلى أن حملة "الحرية لعلاء" ذكّرت الرأي العام البريطاني بأن رئيس الوزراء كير ستارمر منح تعهدًا شخصيًا لعائلة عبد الفتاح بأنه سيعمل على تأمين حريته الكاملة و"إعادة لمّ شمله بعائلته". ظهر هذا التعهّد في اجتماعات رسمية مع العائلة، وفي منشورات عبر منصة إكس، وفي تصريحات متكررة داخل البرلمان.

 

ورغم هذا الدعم السياسي البريطاني، يبقى تأثيره محدودًا ما دام القرار النهائي بيد السلطات المصرية. تشير المنصة إلى أن حالة عبد الفتاح أصبحت اختبارًا جديدًا للعلاقة بين القاهرة ولندن، وللقدرة الفعلية للدبلوماسية البريطانية على حماية مواطنيها ذوي الجنسية المزدوجة.

 

يعيد المقال التأكيد على أن قصة عبد الفتاح — من السجن إلى الحرية المقيّدة — تكشف هشاشة وضع المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، وأن الخطوة التالية ستحدّد ما إذا كان سيستعيد حقه في السفر أم سيظلّ محاصرًا بقرار إداري بلا تفسير.

 

https://www.middleeasteye.net/news/freed-british-egyptian-activist-alaa-abd-el-fattah-barred-flying-uk-family-says